معلق مباراة الجزائر وألمانيا 1982عندما هزت ثعالب الصحراء العالم
2025-07-07 10:02:41
في 16 يونيو 1982، شهد ملعب “إلمولينون” في خيخون الإسبانية واحدة من أكثر المباريات إثارة في تاريخ كأس العالم، عندما واجهت الجزائر ألمانيا الغربية في المجموعة الثانية. كانت هذه المباراة بمثابة صدمة كروية كبيرة، حيث تمكن المنتخب الجزائري، الذي كان يشارك لأول مرة في كأس العالم، من تحقيق فوز تاريخي بنتيجة 2-1 أمام العملاق الألماني، أحد المرشحين للفوز بالبطولة.
البداية المفاجئة
سجل الجزائريون هدفهم الأول في الدقيقة 54 عن طريق اللاعب رابح ماجر، الذي استغل تمريرة دقيقة من لخضر بلومي لتسديد كرة قوية تجاوزت حارس المرمى الألماني هارالد شوماخر. لم يصدق الجمهور الألماني ما حدث، حيث كانوا يتوقعون فوزًا سهلاً على الفريق الأفريقي الذي كان يعتبر ضعيفًا مقارنة بمنافسيه.
لكن الألمان سرعان ما عادلوا النتيجة في الدقيقة 67 عن طريق كارل هاينز رومينيغه، الذي كان أحد نجوم الكرة العالمية آنذاك. ومع ذلك، لم يستسلم الجزائريون، وفي الدقيقة 68، سجل اللاخضر بلومي الهدف الثاني للجزائر بعد هجمة مرتدة سريعة، ليعيد التقدم لصالح فريقه.
رد فعل ألمانيا والجدل الكبير
بعد المباراة، اشتكى الألمان من أن الجزائريين لعبوا بعنف، بينما اتهمت وسائل الإعلام الجزائرية الألمان بالاستهانة بالمنتخب الأفريقي. الأكثر إثارة للجدل كان ما حدث في المباراة التالية بين ألمانيا والنمسا، حيث تعاون الفريقان لضمان تأهلهما معًا على حساب الجزائر، في مباراة عرفت لاحقًا بـ”فضيحة خيخون”.
إرث المباراة
على الرغم من خروج الجزائر من الدور الأول، إلا أن انتصارهم على ألمانيا بقي محفورًا في ذاكرة كأس العالم. هذه المباراة لم تكن مجرد فوز مفاجئ، بل كانت رسالة قوية بأن كرة القدم لا تعترف بالمستحيل، وأن الفرق الصغيرة قادرة على صنع المعجزات. حتى اليوم، يُذكر هذا الانتصار كواحد من أعظم لحظات الكرة الجزائرية والإفريقية على الإطلاق.
لقد أثبت “ثعالب الصحراء” أن العزيمة والمهارة يمكن أن تهزم أي فريق، بغض النظر عن سمعته أو تاريخه. مباراة 1982 بين الجزائر وألمانيا ليست مجرد ذكرى، بل هي درس في الإصرار والكبرياء الرياضي.